نشأته
منذ سن مبكرة استطاعت الموسيقى أن تحتل جزءا كبيرا من حياة سامي يوسف فقد تلقن أصولها على يد والده الملحن و الشاعر و العازف الموسيقي المتعدد المواهب الذي كانت له يد كبيرة في صقل و تشذيب ميولات ابنه الموسيقية. هكذا و منذ نعومة أظافره بدا سامي بالعزف على آلات مختلفة و أبان تدريجيا عن مهارات عالية بالعزف والتلحين و أيضا الغناء. حين بلوغه سن الثامنة عشرة استطاع الشاب البريطاني المسلم الديانة بفضل مهاراته في التلحين الحصول على منحة للدراسة بالأكاديمية الملكية للموسيقى بالعاصمة البريطانية لندن
دراية سامي الواسعة و فهمه العميق للقواعد و النظرية الموسيقية إضافة إلى انفتاحه على الثقافات الموسيقية المختلفة من الموسيقى الكلاسيكية الغربية إلى المقامات العربية فالإيقاعات التركية مرورا بأنغام فارس و أذربيجان و الهند و باكستان...، إضافة إلى موهبته في الغناء.
ألبوم ’المعلم
منذ طرحه لأول مرة بالسوق في صيف 2003، و ألبوم ’المعلم‘ يحصد النجاحات المتوالية و خصوصا أنشودة ’ المعلم ‘ التي يحمل الألبوم عنوانها و التي تم تسجيلها أيضا كأغنية مصورة تذاع حاليا بمجموعة من القنوات الفضائية العربية و الأجنبية. و يضم الألبوم ثماني أناشيد هي:
الأناشيد الثمانية تمزج بين الحان غربية و شرقية سواء تلك المستوحاة من الموسيقى العربية أو تلك المستمدة من إيقاعات الشرق الأدنى هذا على مستوى اللحن، أما على مستوى الكلمات فمعظمها بالإنجليزية مع تخللها لمقاطع باللغة العربية، و كلها في مديح الرسول عليه الصلاة و السلام و محبة الله الخالق عز وجل. أنشودة ’المعلم‘ التي استطاعت في فترة وجيزة أن تحقق جماهيرية كبيرة بين صفوف عشاق هذا اللون الفني، هي من تأليف المنشد نفسه كلمات و لحنا و تتناوب كلماتها بين العربية و الانجليزية مع غلبة لهذه الأخيرة. و مع ذلك تجد الكثير من الناس لا يتقنون الانجليزية و يرددون كلمات الأغنية حتى و إن لم يفهموا جيدا مضمونها ، فالموسيقى تخاطب الروح قبل كل شيء، و لعل هذا ما يفسر النجاح الذي تلاقيه الأنشودة في البلاد العربية
أنشودة المعلم
و تتحدث أنشودة سامي ’المعلم‘ كما يدل على ذلك عنوان الألبوم، عن معلم غير العالم إلى الأفضل...فيقول مطلعها بالانجليزية:
’ كان عندنا معلما... أستاذ المعلمين... غير العالم إلى الأحسن... و جعلنا أكرم المخلوقات...‘
التعريف بهوية هذا المعلم يأتي في سياق المقطع الثاني من الأنشودة فيشدو سامي :
’ إنه محمد...صلى الله عليه و سلم...‘ و يتابع يوسف شدوه الجميل لكن هذه المرة بلكنة عربية سليمة، فيقول:
’ أبا القاسم، يا حبيبي يا محمد... يا شفيعي يا محمد... خير خلق الله محمد... يا مصطفى يا إمام المرسلين... يا مصطفى يا شفيع العالمين... ‘
الأنشودة تم أيضا تصويرها كفيديو كليب في قالب ينسجم تماما و روح الرسالة التي يود المنشد أن يبلغها للجمهور الذي يتتبعه، فالكليب يحكي بالصور قصة مصور فوتوغرافي مسلم يلعب دوره في الكليب المنشد سامي يوسف... و في الأغنية المصورة رسائل قوية عن سماحة الإسلام و أخلاقه العالية حيث يظهر المصور الابن و هو يقبل يد والدته قبل الذهاب إلى العمل، و في مشهد ثان يساعد المصور شخصا ضريرا يقابله في الطريق، بعد ذلك يتوجه للمسجد لأداء الصلاة فيلتف حوله عدد من الأطفال الذين يقيمون الصلاة معه و يلتفون حوله كل ذلك في إشارة إلى القدوة التي يجب أن نمنحها لأبنائنا و التي يجب أن نستمدها من دور المعلم- الرسول محمد عليه الصلاة و السلام، مثل المسلمين الأعلى. الكليب من إنتاج شركة ’ awakening music‘ الإسلامية و إخراج هاني أسامة ،و يلاقي بدوره نجاحا كبيرا بعد عرضه على القنوات الفضائية. تتوالى العروض و معها النجاحات... منذ أن طرح ألبومه في الأسواق في صيف 2003 قدم سامي يوسف عروضا حية عديدة على خشبة المسرح، معظمها كان بدول غربية مثل: بريطانيا و الولايات المتحدة و ألمانيا و فرنسا و كندا ...كما قام بجولة في العاصمة الماليزية كوالالمبور بتاريخ 17 يونيو 2004 ، و كان آخر العروض التي قدمها ببلد عربي هو مصر و ذلك في غضون الجولة التي قام بها هناك من 30 شتنبر إلى 1 أكتوبر حيث لاقى حفله بالقاهرة نجاحا منقطع النظير كما يشيد بذلك المنشد نفسه الذي لم يكن يتوقع كل هذه الحفاوة من الجمهور المصري الذي تجاوب مع موسيقاه بشكل كبير بل وكان يردد أغانيه عن ظهر قلب. و لا يتوقف طموح المنشد الشاب ذي الأربع و عشرين ربيعا عند حدود ألبوم ’ المعلم ‘ بل أعلن سامي عن نيته في طرح ألبوم جديد قريبا جدا سيتوجه من خلاله إلى’ غير المسلمين‘ على حد قوله، دائما في إطار محاولاته المستمرة لـ’ كسب مودة الآخر و تجنب عدائه أو حقده على الإسلام ‘.
امتى (My Ummah )
ألبوم امتى هو الالبوم الثانى لسامى يوسف وقد لاقى نجاح جماهيرى في الوطن العربى والعالم الغربى وقد جاء الالبوم مزيج بين الكلمات العربية والانجليزية وفى احد الاغانى بالتركية والهندية.
اغنية حسبى ربى التى لاقت نجاح جماهيرى منقطع النظير نظرا لتصوير الاغنية في أكثر من دولة وهى إنجلترا والهند وتركيا ومصر
فعلى الرغم من أن الكثير من مواقع الإنترنت تقدمه على أنه "المنشد الديني" بسبب ما احتواه ألبومه الأول "المعلم" من أغنيات المديح والإنشاد الديني في قالب عصري، فإن الكثيرين يرون أنه مطرب يقدم غناء حديثا ذا طابع ديني، يتماشى تماما مع الموجة الجديدة من الدعاة الجدد، ومع أفكار من نوع إسلام من أجل الحياة.
لقد قرر سامي يوسف أن يعب من نهر الموسيقى الموجودة في العالم الإسلامي، وأن يقرب بها بين الحضارتين الإسلامية والغربية، كما يقول، ولعلنا نجد هذا الأمر واضحا في أغنيته Muhammad، التي أهداها إلى أطفال "بيسلان بروسيا" الأبرياء والتي تبدأ بمؤثر صوتي قوي ينقلك فورا إلى الحالة النفسية والفنية للأغنية، فظهرت طلقات الرشاش واضحة، ثم جاءت الموسيقى شرقية شجية أساسها الناي والكمان والطبلة.
وقد جاءت كلمات الأغنية كواحدة من أدوات توصيل حقيقة التعاليم الإسلامية التي حملها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلى العالم، والتي تنبذ العنف والقتل، وتدعو إلى الإخاء والمساواة. ورغم ترديد سامي يوسف لجمل (محمد يا رسول الله، محمد يا شفيع الله، محمد يا بشير الله) والتي استقرت في أذهاننا على أنها نوع من المديح، فإن وجود هذه الجمل – التي نطقها بالعربية – كان في محله ليخدم بذلك قضيته التي عبر عنها بالأغنية، والتي خرجت من إطار المديح التقليدي إلى إطار الغناء الذي يحمل هدفا وقضية.
قصة حب سامي يوسف
"حبيبتي اسمها مريم.. هي الحب الأول والأخير في حياتي" بهذا التصريح رد سامي يوسف على عشرات التساؤلات التي تطارده منذ إعلان خبر زواجه. تلك التساؤلات التي حملت في مضمونها نوعا من الفضول والغيرة على نجم أصبح فتى أحلام البنات، ليس في الوطن العربي فقط ولكن في العالم الاسلامى بأكمله...
من أول لحظة
على مدار 25 عام، هي عمر سامي يوسف، ظل يحلم بفتاة يعيش معها " الحب في الله"، حتى قابل "مارجريت" أو مريم التي تسرب حبها إلى قلبه منذ اللحظة الأولى، ليعلن أنه أخيراً وجد حلمه الذي لن يتخلى عنه أبدا.
"مريم هي حبيبتي الأولى والأخيرة. إني احمد الله عز وجل أن أهداني زوجه صالحه ومتدينة، وأتمنى منه سبحانه وتعالى أن يبارك لي فيها." هكذا وصف سامي حبه لمريم، هذا الحب الذي يصفه أصدقاء سامي المقربين بأنه اقوي من قصص قيس وليلى وروميو وجوليت!
حبيبتي أنا
من هي تلك الفتاة التي استطاعت إن تقتحم قلب سامي يوسف بهذه القوة وأن تدفعه إلى تغيير مشروع حياته من أجلها. إنها مارجريت تلك الفتاة الألمانية الجنسية التي أعلنت إسلامها قبل أربعه أعوام فقط، لتبدأ مرحلة جديدة من حياتها تبحث خلالها عن معنى الإسلام وتعاليمه بشتى الطرق.
وعلى الرغم من أنها كانت ما زالت تدرس علوم اللغات في ألمانيا، إلا أن اشتياقها لمعرفة الدين الإسلامي عن قرب دفعها للسفر إلى انجلترا للدراسة بالكلية الإسلامية بلندن. هناك تعرفت على عدد كبير من المسلمين المهاجرين إلى انجلترا، وكان بعضهم من الأصدقاء المقربين لسامي يوسف، فقاموا بترشيحها زوجة له.
وعن ذلك يقول سامي: "اخبرني بعض أصدقاء بأنها فتاة متدينة ونصحوني بالزواج منها وأفوز بها. والحمد الله وجدت كل ما قالوه لي اقل بكثير ما هي عليه
شهر العسل في القاهرة :
الزواج على الطريقة الانجليزية، والزفاف إلى حبيبة العمر في عز الظهر! رفض سامي إقامة حفل زفاف كبير: "فضلت إن أقيم حفل زفاف غير تقليدي، وكان أفضل اختيار هو الاحتفال العائلي والذي اقتصر على حضور العائلتين في منزل العائلة بانجلترا."
وعلى الرغم من إن شهر العسل هو حلم كل فتاة، ولكن مع مريم كان الوضع مختلف، فقد تأجل لأكثر من شهرين بسبب ارتباط سامي بعدد من الحفلات. بعدها سافر سامي إلى ألمانيا لقضاء أسبوع هناك، بعدها حضر مباشرة إلى القاهرة ليحقق حلم مريم في قضاء شهر العسل على ضفاف النيل وخان الخليلي.
ويؤكد سامي انه في انتظار انتهاء مريم من دراستها، ليأتي بعدها مباشرة إلى القاهرة للإقامة الدائمة بها وحتى يستطيع إن يصطحب محبوبته معه في كل الحفلات، يؤكد أنه لم يتخذ هذا القرار إلا بعد موافقة مريم عليه واقتناعها به.
"اللهم أحفظ لي مريم" بهذا الدعاء يبتهل سامي إلى الله، ويطلب منه إن يكون "زوجا صالحا لأرق إنسانة في الوجود والتي ستصبح أم لابني في القريب بإذن الله."